كتب ودواوين الشاعر والكاتب غسان أيوبي

 

سَهْلًا وَسَعْدًا لِجَمْعٍ كَانَ مُحْتَجِبَا
	يَا قَائِدَ الْحَفْلِ حَيِّ الْقَومَ عِمْ طَرِبَا
هَذَا اِجتِمَاعٌ يَحُفُّ النّورُ جَلْسَتَهُ
	لَكُمْ ضِيَاءٌ، وَأَنتُمْ نُورُهُ شُهُبَا
تَآلُفٌ لا يَحُلُّ الظُّلْمُ عُصْبَتَهُ
	وَلَا يُرَى فِي شَدِيدِ الْخَطْبِ مُضْطَرِبَا
أَنْتُمْ أُبَاةٌ فَلا تُبْدُونَ وَاهِيَةً
	وَفَازَ بِالنَّصْرِ مَنْ فِي جَمْعِهِ رَأَبَا
ضُمُّوا الْجُهُودَ وَرُصُّوها مُوَحَّدَةً
	لا تُضْعِفُوا الْجَمْعَ فِيْ تَفْريقِنا تَعَبَا
وَكُلُّ خَيْرٍ سَيَجْزِي اللهُ فَاعِلَهُ
	وَإِنَّ لِلْخَيرِ لَا لِلظُّلْمَةِ الْغَلَبَا
إِنَّ الْعِدَا قَدْ أَرَادُوا فِيكُمُ وَهَنًا
	حَتَّى تَجُرُّوا ذُيُولَ الضُّعْفِ وَالنَّصَبَا
لَا رَيْبَ أَنَّ لِكَيدِ الظُّلْمِ وَاجِعَةً
	وَأَنَّ شَرَّ عِدَاهَا فَجْرَنَا حَجَبَا
فِي الْأَمْرِ مَا فِيهِ مِنْ خَطْبٍ وَمِنْ وَجَعٍ
	إِنَّ الْمَصَاعِبَ كَانَتْ لِلْفَتَى حُزُبَا
قَدْ أَقْبَلَتْ ظُلُمَاتٌ لَا يُفَرِّقُهَا
	إِلَّا اجْتِمَاعُ الْأُلَى هُمْ لِلْعُلَا أُهُبَا
لَا يُفْلِحُ الْغَدْرُ نَصْرًا أَوْ يُقَارِبُهُ
	إِذَا حَشَدْتَ إِلَيْهِ الرُّمْحَ وَالْقُضُبَا
لَا يَكْسِبُ الْغَدْرُ أَرْضًا أَو يُسَالِبُهَا
	إِذَا تَحَمَّلَ فِيهَا الْأُسْدُ مَا صَعُبَا
إِنَّ الذِّئَابَ إِذَا مَا هَاجَمَتْ أَسَدًا
	تَلْقَى جِرَاحَ الرَّدَى مِنْ مَكْرِهَا ضُرُبَا
إِذَا أَرَدْتَ عُلُوًّا شَمِّرَنَّ لَهُ
	لَا تَرْكَنَنَّ إِلَى الْآمَالِ مُرْتَقِبَا
إِذَا أَرَدْتَ سَمَاءً فَاعْمَلَنَّ لَهَا
	أَو فَالْبِسَنَّ ثِيَابَ النَّوْمِ مُحْتَجِبَا
وَالْفَجْرُ يَأْتِي إِلَى الْأَوْطَانِ فِي قَدَرٍ
	وَيُرْجِعُ الصُّبْحُ لِلْأَجْيَالِ مَا اغْتُصِبَا
قَدْ هَيَّأَ اللهُ أَبْطَالًا لِدَعْوَتِنَا
	فَالْفَتْحُ وَالنَّصْرُ مِنْ فَجْرٍ وَقَدْ قَرُبَا
فَيَا رَعَى اللهُ جَمْعًا مِنْ أَحِبَّتِنَا
	وَبَارَكَ اللهُ هَذَا الْخَيْرَ مُنْتَسَبَا

من بحر البسيط، وتفعيلاته:

مسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ مسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ

                  مسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ مسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ

معاني الكلمات:

-عِمْ: فعل أمر من وَعَمَ أو نَعِمَ، ويعني: أَنْعِمْ.

-واهية: من الوهي وهو الشق في البناء والضعف.

-رأب: أصلح وجمع.

-نَصَب: التعب والعناء والمشقة.

-ضُرُب: جمع ضَروب؛ الكثير الضرب والشديده.

-حزب: من حزبه اللأمر، أي: أصابه.

-أُهَب: جمع أهبَة، وهي: الاستعداد والعدة. والأُهُبُ مفردها إهاب وهو الجلد. وجاز استخدام معنى الكلمتين هنا بنصب أو ضم الهاء. ففضلتُ استخدامها مرفوعة بمعنى الجلد والعزيمة.

-قُضُبا: جمع قضيب، وتعني: السيف أو السلاح.

قال أبو تمام:

«كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً

                   تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ»

المصدر: معجم المعاني.